لا يمكن تخيل ان جميع الناس يمكن ان يفكروا باتجاه واحد أو ان يكونوا على رأي واحد أو ان يعيشوا بنمط واحد ولا يمكن تصور تساوي درجات المعرفة، الادراك، الذكاء، التفكير، والرؤية لدى الناس، فلو كان ذلك لما وجد مفهوم اسمه الشخصية الإنسانية.
اليوم ومع نمو المجتمعات وتنوع الأمم بات تنوع الشخصيات واختلاف سلوكها وأفكارها واقعا تدرسه وتميزه النظريات والأبحاث النفسية والعلمية، قد نرى أناسا أذكياء، خجولين، مترددين، مغرورين وكل ما قد يخطر في فكرنا من صفات ومن اهنا يمكننا تعريف الشخصية الإنسانية وفق رأي بأنها ما يظهره الانسان من سلوكيات وما يمتلكه من صفات فطرية ومكتسبة.
استطاع علماء النفس وضع نظريات مختلفة عن سمات الشخصية الإنسانية واليوم في بحثنا هذا نتطرق للسمات الشخصية الخمس الكبرى والتي هي: الانفتاح، الضمير، الانبساط، التواضع، والعصابية.
لكل صفة من هذه الصفات العريضة عناصر متعددة تتعلق بها وتبنى عليها فالانفتاح ترتكز على: الابداع، المغامرة وتجربة الأشياء الجديدة دوما أما الضمير فهي ترتكز على: الاهتمام، الانتباه والدقة في الحياة وفق جداول زمنية معينة، أما الانبساط فترتكز على: الاجتماعية، النشاط وتكوين الصداقات والألفة، أما التواضع فترتكز على: المساعدة، الاهتمام بالآخرين والتعاطف، أما العصابية فترتكز على: تقلب المزاج، القلق والتوتر.
ولكل انسان في هذا الكون غاية من خلقه ووجوده وهدف سامي من المفترض ان يقدمه للبشرية جمعاء، بالحديث عن نفسي ووفق ما أطمح ان أقدمه وان أصل له، أرغب وأطمح دوما بقيادة فرق العمل الإنساني وتقديم المساعدة للمجتمعات المنكوبة الفقيرة وذلك من خلال العمل ضمن منظمات المجتمع المدني والهيئات الاغاثية الدولية.
ما دفعني لهذا الخيار هو احساسي بإمكانية ابداعي هنا ورغبتي الجامحة بدخول هذا النمط العصيب والمتعب ضمن الحياة المجتمعية. بأدنى شك العمل في المجتمعات المنكوبة يحتاج لشخصيات ذات ضمير، انبساط وتواضع.
التواضع، الحنان، المساعدة، الألفة، الاهتمام بالاخرين مشاعر تجتاحني وتسيطر على شخصيتي وتدفعني دوما نحو تحقيق هدفي وطموحي، فلا يمكن تخيل عامل انساني بدون رحمة، عصبي، غير منفتح، اذ تحتاج هذه البيئة من العمل لأناس قادرة على التحكم بمشاعرها وقادرة على تقديم الكثير من الطاقة الإيجابية والثقة في بناء العلاقات الإنسانية.
ولكي يحقق الانسان هدفه وما يطمح اليه يحتاج دوما لتطوير اداءه والحفاظ على الصفات الإيجابية التي يمتلكها مع الاخذ بعين الاعتبار الرضى والطمأنينة اثناء القيام بواجبه وعمله.
ولضمان النجاح والاستمرارية يجب ان يكون هناك ترابط تام بين طبيعة الانسان وسلوكياته مع أهدافه المرجوة التي يعمل على تحقيقها، وبالطبع تختلف الشخصيات وفق تغيرات البيئة المحيطة وطبيعة المجتمع ونتمنى من منبرنا هذا وكطلاب جامعيين تحقيق الفائدة المجتمعية للأمم ككل ودفع الصفات الإيجابية للسيطرة على بنية المجتمعات الإنسانية.
المراجع:
تشيري، كندرا، (بدون تاريخ). سميات الشخصية الخمس الكبرى، reoveme. يمكن الاسترجاع بوساطة:
تعليقات
إرسال تعليق